عن المتحف / بيت الحكمة

بدأ العصر الذهبي الإسلامي في القرن السابع الميلادي واستمر حتى القرن السابع عشر عندما استجاب المسلمون إلى أحد تعاليم الإسلام السمحة وهي التفكر والتدبر في ملكوت وعظمة خلق الله عز وجل.

وكانت البداية الفعلية للعصر الذهبي الإسلامي عندما اختار الخليفة العباسي المنصور مدينة بغداد مركزاً للثقافة والعلوم والابتكار. وكانت أول خطوة أمر بها لنشر الثقافة والمعرفة هي ترجمة الكتب من الحضارات السابقة الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى بناء مكتبة ومركز للترجمة عرف باسم “بيت الحكمة”.

ثم قام الخليفة هارون الرشيد بعد ذلك بتوسيع بيت الحكمة حتى شغل مبنى بأكمله ولكنه لم يبلغ ذروة نفوذه إلا في عهد المأمون – ابن هارون الرشيد- بعد أن حوله إلى مركز دولي للأبحاث حيث جاء إليه العلماء من جميع أنحاء العالم ومن مختلف المناطق والمجالات العلمية للدراسة معاً واكتشاف وتطوير العلوم لما فيه خير الإنسانية.

ح رمزاً للمكانة العلمية المرموقة بين الدارسين والعلماء في ذلك الوقت وأصبح بيت الحكمة في بغداد أول بيوت الحكمة التي انتشرت بعد ذلك في العالم الإسلامي والتي كانت تتنافس وتتباهى بجودة أبحاثها وأفرادها الموهوبين والمبدعين، كما أن الانتماء إلى بيت الحكمة أصب.

وكانت عملية نقل العلوم والمعارف إلى الأجيال القادمة مهمة جداً للعلماء المسلمين، لذلك قاموا بإنشاء مؤسسات التعليم المختلفة، بما في ذلك المدارس والجامعات وبيوت الحكمة. كما قاموا بتعلم صناعة الورق من الصينين في القرن التاسع الميلادي إدراكاً منهم بأهميته في توثيق أعمالهم واكتشافاتهم، لذلك كانت صناعة الورق وإنتاج الكتب من الصناعات الكبيرة.

كما أولى العديد من القادة والحكام في ذلك الوقت أهمية كبيرة للعلم وقاموا بدعم العلماء ومنحوهم مناصب حكومية كبيرة. ومن بين أشهر الحكام الذين قاموا بذلك كان الخليفة المأمون الذي أسس قسماً للعلوم في بلاط حكمه، وكان يستشير علماءَه في بعض الأمور المهمة. ومنح العلماء أوقافاً وموارد مالية لتمكينهم من التركيز على أعمالهم العلمية.

وخلال ذلك الوقت، ازدهر الإبداع، وأصبح الجميع يرغبون في إضافة أسمائهم إلى قائمة المبتكرين البارزين لما لذلك من مكانة مرموقة حيث كان يكافىء العلماء الجديرين بمكافآت قيمة من الذهب.

وألهم هذا الإرث العظيم رؤية الملك عبدالله في تأسيس “بيت الحكمة الجديد” يكون مكاناً يأتي إليه الناس من جميع أنحاء العالم يدفعهم شغف الإبداع والعاطفة للعلوم – مكاناً يواصل تاريخ ألف سنة من الابتكار نحو المستقبل.